لبن اب غير شكلّّّّ

منذ احتراق مصنع الخليج والصفا العام قبل الماضي يعيش أغلب من أدمنوا على شرب " اللبن آب " عند الفطور مع الرطب أو التمر في أزمة حقيقية وذلك لندرة وجوده في السوبر ماركتات والبقالات

ولا أدري سر ارتباط " اللبن آب " بالفطور حتى أن بعض العوائل تنزعج جداً لعدم وجوده – وعائلتي منهم طبعاً – على مائدة الإفطار ...

وقد تبدو هذه الظاهرة منتشرة على السواحل أكثر منها في المناطق الصحراوية والجبلية ، وإن كان كلامي هذا غير دقيق فلا أعلم ما يجري في البيوت ..

ولكن في "حينّا " يصبح " اللبن آب " عملة نادرة قرب الفطور ، وصاحب البقالة لا يحجز لك إلا إذا كنت من أهل الحظوة عنده وإلا يتركك تلهث من بقالة إلى أخرى وقد ترجع في النهاية خائباً ..


في السعودية هذه العادة تقريباً منتفية – حسب علمي – فهناك الإدمان حتى النخاع على التمر أو الرطب – حسب المتوفر – مع القهوة السعودية الصفراء أو الخضراء

ولا أدري من أين أتت ومتى وكيف حصلت هذه العادة في الإمارات ومن أول من اخترعها ثم مضت سنة الصائمين ...

في الآونة الأخيرة حاولت بقية الألبان استغلال احتراق مصنع " اللبن الآب " ودخلت بقوة في السوق بعرض منتجاتها لتكون بديلاً عن " اللبن آب " ولكن باءت محاولة لبن شتورة ولبن الاتحاد ولبن الروابي ولبن العين ولبن المراعي بالفشل الذريع فالقلوب مازالت مشغولة بحبيب قديم
وكما قال الشاعر : نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى .... ما الحب إلا للحبيب الأول

ومن المعروف أن مسمى " لبن up " مركب بين عربي وانجليزي فلبن عربي و up انجليزي ويعني فوق
فالمسمى إذا هو " لبن فوق " أي لبن في القمة وتحرفت الكلمة عندنا في اللهجة العامية – كعادتنا - من " أب " إلى " آب " فخرجت الكلمة من اللغة الانجليزية لتصبح فارسية " فآب " باللغة الفارسية تعنى الماء .. وهو الأقرب لمسمى هذا اللبن حيث هو " لبن ماء " وهو فعلاً لبن ممزوج بالماء فأصبحت التسمية حقيقية من حيث يعلمون أو لا يعلمون ...!!




وللبن آب محبون آخرون غير الصائمين
فهناك عشاق اللبن آب مع شبس عمان ، حيث يهيم البعض عصراً في وجبة شهية يجمع فيها اللبن آب مع الشبس الحار اللذيذ ويجب أن يكون " شبس عمان " لاغير

وهناك عشاق آخرون مزجوه مع الكورن فليكس في حالة انسجامية نادرة بين اللبن والذرة

ولله في خلقه شؤون

ابن المبارك






]